الأغذية العالمي: خطر المجاعة حقيقي في غزة وجميع مخابز رفح أغلقت أبوابها

الأغذية العالمي: خطر المجاعة حقيقي في غزة وجميع مخابز رفح أغلقت أبوابها

 

قال برنامج الأغذية العالمي إن العمليات الإنسانية في غزة "تقترب من الانهيار" حيث شهد الأسبوعان الماضيان دخول أقل كمية من السلع الإنسانية إلى القطاع منذ ديسمبر، "ما يجعل خطر المجاعة حقيقيا للغاية".

وقال البرنامج  في بيان، إن أقل من مئة شاحنة دخلت غزة منذ 6 مايو، مضيفا أن "التشغيل المحدود للمعابر الحدودية الجنوبية، وهي الشرايين الرئيسية لإدخال المساعدات، يعني أنه بالكاد يصل أي وقود أو مساعدات إلى أي جزء من غزة".

وأشار البرنامج التابع للأمم المتحدة إلى أن جميع المخابز في رفح قد أغلقت أبوابها، إلا أنه لا يزال قادرا على دعم ستة مخابز في وسط غزة، وأربعة في مدينة غزة، ومخبز واحد منذ يوم الاثنين في جباليا.

وأضاف برنامج الأغذية العالمي أن المنطقة العسكرية في رفح تشكل عقبات أمام الوصول إلى مستودعه الرئيسي، ونتيجة لذلك لا يتم حاليا توزيع المواد الغذائية في جنوب غزة، باستثناء بعض المخزونات المحدودة التي يتم تقديمها إلى المطابخ المجتمعية المحلية لتحضير الوجبات الساخنة.

وقال البرنامج: "إذا لم تبدأ الإمدادات الغذائية والإنسانية في الدخول إلى غزة بكميات هائلة، فسوف ينتشر اليأس والجوع".

الافتقار لجميع الأساسيات

من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المدنيين الذين نزحوا بسبب تصاعد الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء في غزة يفتقرون إلى المأوى والغذاء والمياه وغيرها من الإمدادات والخدمات "الضرورية لبقاء الإنسان".

يأتي ذلك وسط أنباء عن استمرار القصف الإسرائيلي، فضلا عن القتال العنيف والتوغل البري، خاصة في شرق رفح جنوبا وجباليا شمال قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمره الصحفي اليومي، إن ما يقرب من 815 ألف شخص نزحوا من رفح منذ 6 مايو، بالإضافة إلى ما يقرب من مئة ألف آخرين نزحوا في الشمال في الفترة نفسها.

وقال إن نحو 150 ألف شخص في خان يونس سجلوا أسماءهم خلال الأيام العشرة الماضية لتلقي الخدمات من الأونروا، فيما ازداد عدد الأشخاص الموجودين في مرافق الأونروا هناك بنسبة 36 بالمئة. وأضاف: "تخبرنا الوكالة أن العائلات تعيش بين الأنقاض في المدارس المتضررة، ويفتقرون إلى الخيام والخدمات الأساسية وكذلك الإمدادات الحيوية".

وقال دوجاريك إنه يتم بذل كل الجهود لإنشاء مطابخ مجتمعية إضافية في خان يونس ودير البلح ومدينة غزة، "إلا أن شركاءنا الذين يعملون لإيصال الغذاء إلى المحتاجين، حذروا من أن الإمدادات اللازمة للوجبات الساخنة قد تنفد قريبا".

 وشدد على أن النقص المستمر، بما في ذلك نقص غاز الطهي، يعيق الجهود المبذولة للحفاظ على عمل المطابخ المجتمعية والمخابز.

أبعد من الكارثة

على الجانب الصحي، نقلت منظمة الصحة العالمية أنباء تعرض مستشفى كمال عدوان -وهو أكبر مستشفى يعمل بشكل جزئي في شمال غزة- للقصف أربع مرات مؤخرا. وأشار مدير عام المنظمة الدكتور تيدروس غيبرييسوس إلى أن الجهود جارية لإجلاء 20 من الكوادر الصحية وأكثر من عشرة مرضى لا يزالون داخل تلك المنشأة.

ووصفت المنظمة الوضع في غزة بأنه "أبعد من الكارثة"، حيث أصبح مستشفى كمال عدوان خارج الخدمة، وظل مستشفى العودة محاصرا.

جدير بالذكر أن مستشفى العودة يخضع للحصار منذ 19 مايو، ولم يُسمح لأحد بالخروج أو الدخول إلى المستشفى، ولا يزال 148 من العاملين بالمستشفى، إلى جانب 22 مريضا مع مرافقيهم، محاصرين بالداخل.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 35 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 78 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية